CLICK HERE FOR BLOGGER TEMPLATES AND MYSPACE LAYOUTS »

2009-01-31

................


......
هكذا دوما تمضي الايام سريعا .. مر ما يقرب من 9 أشهر منذ دخولي عالم التدوين ولا أنكر أنه أحدث في نفسي تأثير كبير ..وكانت هذة الأشهر التسع من أروع الأيام التي مرت علي والتجربة ككل كانت رائعة بحق .
....
ولكن مثلما يبدأ كل شيئ لابد وان ينتهي ..اشعر في تلك الأيام وكأن كل الظروف تدفعني لإغلاق المدونة .. ليست حالة من الملل أو شيئ من ذلك ولكنها فقط ضغوط كثيرة تستنفذ وقتي ومجهودي .. فبعد أيام قليلة سينتهي عامي الأخير كطبيب أمتياز وأبدأ رسميا في ممارسة الطب .. وأنا منذ البداية كنت علي علم بأنه سيحدث هذا الصدام بين مزاولة مهنة الطب ومحاولة اشباع الهوايات .. لذلك كنت أحسب جيدا قدوم هذة اللحظة وكنت متهيأ نفسيا لأن أكف عن التدوين في الوقت المناسب الذي أري انه قد حان الآن .. لذلك بكل أسف اتخذت هذا القرار بلا رجعه
....
أشكركم بشدة علي تعليقاتكم التي أسعدتني وأدخلت في نفسي البهجة ومنحتني المزيد من الثقة .. وبدون اي مبالغه لولا تعليقاتكم المشجعه هذة لما تحمست علي الأستمرار في التدوين ولأغلقت المدونة منذ البداية وما أتيحت الفرصة لكي أكتب خواطري .. لذلك انا مدين لكم جميعا بالكثير
....
وكم كان حظي سعيدا بالتعرف علي الكثير من الموهوبين منكم من خلال هذا العالم الساحر .. وكم كانت كلماتكم تترك أثرها العميق في نفسي .. لذلك أشكركم مرة أخري علي تلك الفرصة التي منحتموني إياها .. وأتمني من الله ان تكون مدونتي حازت علي إعجابكم و نالت الإستحسان
....
في الختام أبلغكم سلامي جميعا وأرجو منكم الدعاء لي في ما هو قادم بإذن الله
خالص تحياتي
.....
فارس بلا جواد

2009-01-23

إلي حواء


.......
عودة مرة اخري للشعر .. قصيدة اليوم يجب أن ندرك مغزاها قبل قراءتها .. أود في هذة القصيدة ان أتحدث عن نوع من بنات حواء تتخذ من الحب عدو رئيسي لها وتغلق أمام قلبها كل المنافذ والطرق التي يحاول آدم التسلل منها .. ربما يكون خوف منها او عدم ثقة .. ولكن المحصلة النهائية ان يتحول الحب الي رحلة حافلة بالمخاطر نخاف القيام بها وأرض ملغمة نخشي ان تطأها أقدامنا
ليس آدم دائما كما يتم إظهاره في الأفلام والمسلسلات ذلك المستهتر الذي يتلاعب بقلب الفتيات .. فهناك أيضا آدم المحب المخلص .. لذلك سأخلع اليوم البالطو الأبيض وأرتدي البالطو الأسود مدافعا عن آدم المخلص حتي وإن كان نادر الوجود أمام تمرد حواء وطغيان قلبها
القصيدة ليست حرب ولكنها مجرد وجهة نظر
.............
أنتِ النعيــمُ بهذةِ الدُنيــا وقلبُــــك
كأنّهُ الفِردوسُ لو يومـــاً عشِقتـي
*****
وإذا غضِبتـي فأنتِ بُركانٌ يثـــــور
ويشبُّ نيرانـــاً إذا بالحُبِ ضِقتـــي
*****
يا مَن أُهديكِ الشعرَ في وضحِ النهار
وأعودُ ليــلاً أقذفُكِ بسِهـــامِ مقتــــي
*****
أفنيتُ عُمري حتي أعرفَ مَن تكوني
وأضعتُ في فكِّ الطلاسِـمِ كُـلَّ وقتـــي
*****
رفقــــاً بـآدمَ قـد أتـــاكِ يمُـــدُّ يـــداً
تُنجيكِ لو في بحـرِ أحزانٍ غرقتـــي
*****
فلماذا أشعلتـــي نيرانَـــكِ نحــــوهُ؟
وقبلَ أن تمسسهُ كُنتي بِها احترقتي
*****
فإذا تــفرّقــت الـدروبُ تذكــــــري
أنتِ مِن ضلــعٍ لآدمَ قــد خُلقتــــي
....

2009-01-20

طوق الحمامة (الحلقة الأخيرة)

..........
آفات الحب
بالتأكيد تمر كل حالات الحب بمواقف عصيبة قد يصمد الحب امامها ويقاوم الانهيار او قد تكون تلك المواقف اقوي منه فتسدل الستار معلنة نهاية الحب
العاذل
من الآفات التي تهدد الحب وجود عاذل .. ويصنف ابن حزم العاذل الي صنفين .. إما أن يكون شخص يحمل ضغينة نحو أحد الأحباء أو كلاهما فيرغب في التفريق بينهما بدافع الحقد والرغبة في الشماتة .. وإما ان تكون لدية رغبة في إستمالة احد الطرفين نحوه فيستكثر علي الطرف الاخر أن ينعم بهذا الحب .. ويحاول بشتي الطرق أن يحول بينهما .. ويري ابن حزم ان هذا النوع أشد خطورة
الملل
يجب أن نعترف أن الملل ظاهرة إنسانية تصيبنا جميعا .. لكن في الحب يبدو لإبن حزم ان الأمر مختلف .. فيري ان هناك تناسب عكسي بين قوة الحب وبين تسلل الملل إلي نفوسنا .. فالمحب الصادق قادر دوما أن يجعل مشاعره متجددة ولا يعرف الملل طريق الي قلبه .. فإن اصيب شخص بملل تجاه من يحب فيجب عليه أن يعترف بأنه لم يكن صادق في مشاعره أو ربما لديه مفاهيم خاطئة في إدراك ماهية الحب ويقول عنه ابن حزم ( إن من كان سلوه عن ملل فليس حبه حقيقة .. والمتسم به صاحب دعوي زائفة ) ْ
الهجر
قسم ابن حزم الهجر الي درجات .. أولها نوع لا يجوز اعتباره هجرا بالمعني الدقيق ولكنه نوع من التدلل بين الأحباء يقوم به طرف لإثارة الطرف الاخر ولكن كلاهما لا يساورهما اي شك نحو الحب
اما النوع الثاني يكون أكثر خطورة حيث يتسلل فيه الشك لأحد الطرفين في حب الطرف الأخر.. فينتظر في قلق وترقب إثبات من الطرف الاخر علي صدق حبه لكي يبدد به شكوكه .. وكثيرا ما يشمل هذا النوع وجها من العتاب لذنب يقع فيه المحب ولكن ربما تكون نهايته محمودة ويقول عنه ابن حزم ( ورغم ما به من شدة لكن فرحة الرجعة وسرور الرضي يعدل ما مضي .. فإن لرضي المحبوب بعد سخطه لذة في القلب لا تعادلها لذة ) ْ
أما النوع الثالث فهو أصعب الأنواع علي الإطلاق حيث يقترن برغبة في نفس أحد الطرفين بإنهاء العلاقة.. ويكون بمثابة إعلان عن موت الحب بينهما .. ويقول فيه ( هو أجل ما يبتلي به المحبون .. لا يرجي له إياب وهو قاصمة الظهر وداهية الدهر .. قاطع كل رجاء وماحي كل طمع .. لاحيلة فيه إلا الصبر طوعا او كرها ) ْ
.........
بهذا أكون قد انتهيت من عرض بعض لمحات من كتاب طوق الحمامة .. أتمني أن تقرأوا الكتاب كاملا لأنه بالتأكيد يشمل نقاط اخري كثيرة لم اتطرق إليها ..ولكني أخترت منها بعض ما رأيت أنه قابل للنقاش أو به مجال لطرح الآراء المختلفة .. وأتمني أيضا ان أكون وفقت في عرض الموضوع وأن تكون المقالات نالت إعجابكم

2009-01-12

طوق الحمامة (الحلقة الثالثة)


....
كيف يصير الحب أقوي؟


بعد ان شعرت قلوبنا بالحب وانتظرنا حتي نتأكد من صدقه سيضع لنا ابن حزم في هذا الجزء الطريقة المثلي لتقوية هذا الحب بداخلنا .. واهمها هو البحث عن كيفية التواصل مع المحبوب .. فيذكر ابن حزم بعض الطرق التي كان يستخدمها العشاق قديما مثل الرسائل المكتوبة أو الشفوية التي كان يرسلها المحب مع احد العبيد او احدي الجواري .. وهي طرق كما ترون كانت تتناسب مع عصر ابن حزم ومجتمعه المحافظ .. لكن ربما تلك الأيام أصبح الموضوع أكثر سهولة عبر التكنولوجيا الحديثة من المكالمات والرسائل الهاتفية والمحادثات عبر شبكة الأنترنت .. حتي لقاء المحبوب وجها لوجه أصبح أيسر بكثير من قبل


ويؤكد ابن الحزم ان هذة المرحلة هي التي ينمو بها الحب سريعا وتتصاعد درجاته بداخلنا .. وفي تلك الأثناء يميل المحب الي كتمان حبه امام الناس ليشعر انه دنياه الخاصه التي تجمعه بمحبوبه فقط .. وهنا يحذر ابن حزم بعض الأشخاص الذين يميلون الي افشاء أمرهم امام الناس عن عمد لأنه ربما يختلط ذلك في نفوسهم برغبة في لفت الأنظار اليهم أو ان يراءوا الناس بحبهم ويجب عليهم ان يراجعوا أنفسهم لأنه ربما يكون حبهم غير صادق .. بل اتخذوه وسيلة للدخول في هذا العالم والأنتماء لتلك المملكة


لكن هذا لا يمنع ان يبوح الشخص بحبه لبعض الاصدقاء المقربين بل ربما يراه ابن حزم شيئ محبب فيقول ( من الأسباب المتناه في الحب ان يهب الله عز وجل للإنسان صديقا مخلصا لطيف القول حسن المأخذ دقيق المنفذ . يستريح إليه ببلابله ويشاركه في خلوة فكره ويفاوضه في مكتوماته وإن فيه للمحب لأعظم الراحات) ْ


ويؤكد ابن حزم ان التواصل لا يكون فقط مجرد التقاء الأجساد ولكن الأهم هو البحث عن التواصل الروحي .. وهنا يتبادر الي اذهاننا سؤال هام وهو : هل البحث عن مواطن التقاء الأرواح يكون قبل الشعور بالحب ام بعده؟ .. أو بمعني اخر هل يسبق الحب الشعور بالتوافق بين الأحباب ام العكس ؟


هنا يري ابن حزم اننا نكون مخطئين اذا اعتقدنا اننا سنعثر علي مواطن التلاقي بيننا وبين شخص ما ثم نتخذ القرار بعد ذلك بان نخوض تجربه الحب .. لأننا بذلك نكون قد احكمنا العقل بصورة كبيرة في أمر خاضع بصفه أكبر للقلب وعلي هذا الأساس يري ابن حزم ان الأفضل ان يسبق القلب العقل .. فالقلب هو من يختار ويأخذ الشرارة الأولي ثم يأتي العقل ليراجعه ويقوم اختياره فإن أصاب توافق معه إن أخطأ رده الي صوابه .. ولكن كما أشرنا من قبل يجب ان يحدث ذلك في مرحلة مبكرة قبل ان يستفحل الحب داخل القلوب .. ويضيف ابن حزم حين يكون الحب هو الأسبق فإنه سيمنح صاحبه عينا جديدة يري بها محبوبه .. فتصير عيوب المحبوب وإن كثرت قليلة في عينه .. ولكن في حالة عدم وجود الحب تصير أبسط العيوب قاتله بالنسبة له


.....
وللحديث بقية مادام في العمر بقية

......

2009-01-06

طوق الحمامة (الحلقة الثانية)


ملاحظة عابرة قبل البدء : أثناء التصفح عبر الأنترنت وجدت أحد أعمالي تم نشره علي منتدي ما علي هذا الرابط .. لم أغضب لأن من قام بنقله وضح في نهايته ان العمل منقول ولم ينسبه لنفسه ولكن أري أنه من الأفضل قبل نقل أي عمل ان يتم الرجوع لصاحب المدونة

........
صدق المشاعر


...........

بعد أن أبرزنا في المرة السابقة بعض علامات الحب نتحدث اليوم عن كيفية التأكد من مدي صدق مشاعرنا وهل يمكن ان نقع ضحايا لسوء أختيارنا .. ربما أري أن موضوع النقاش في هذة الحلقة يجب أن نفكر فيه جيدا لأنني أعتقد أن 90% من قصص الحب الفاشلة يكون الخطأ المرتكب بها هو مايحدث في تلك المرحلة التي لا يعطيها البعض حقها ويترك لمشاعره العنان فورا دون تروي


وسنتطرق أيضا لسؤالين هامين الأول هو : ماذا عن الحب من النظرة الأولي ؟ .. والثاني هو : هل يمكن ان نحب شخصين في آن واحد؟


في هذا الفصل يعقد ابن حزم مقارنه بين الحب من النظرة الأولي والحب الذي لا يأتي الا مع المطاولة .. وهنا يتحفظ ابن حزم علي النوع الأول لكنه لا ينكره ولا ينتقص منه .. ولكن يري أن الحب من النظرة الأولي ربما يكون سمة بعض الأشخاص الهوائيين الذين يتمتعون بخيال جامح لدرجة انهم يرسمون في مخيلتهم صورة لهذا المحبوب المنتظر قد تشمل الصورة ملامح شكلية أو صفات إنسانية .. وحين يخوض الفرد معترك الحياة يظل يبحث عن تلك الصورة ويتفقدها في كل من حوله حتي يجد أقربها شبها .. وهنا يشعر ان هذة هي فرصة العمر وأنه لو فرط في هذا الحب ربما لن يعثر عليه مرة أخري .. وعلي الفور يسلم روحه لخوض تلك التجربة


أما الحب الذي يأتي مع الوقت فيري ابن حزم ان هذا هو الحب الأبقي والمتمكن من القلب ويقول فيه (ما دخل عسيرا لم يخرج يسيرا وهذا هو مذهبي .. وما لصق باحشائي حب قط إلا مع الزمن الطويل وبعد ملازمة الشخص لي دهرا ) ْ

ولكن يبقي ان نشير بأن الحب الصادق حين يأتي فربما يأتي بأحدي الطريقتين .. لكننا فقط نتوخي الحذر ونأخذ بالأسباب التي تقينا من العواقب الوخيمة


ثم يعقد ابن حزم مقارنة أخري بين نظرة الحب ونظرة الإعجاب أو كما أسماها الشهوة فيقول ( العلة التي توقع الحب هي النفس الحسنة التي تولع بكل شيئ حسن وتميل إلي التصاوير المنمقة .. فإذا رأت بعضها تشبثت فيه واتصلت وصحت المحبة الحقيقية وإن لم تميز وراءها شيئا من أشكالها لم يتجاوز حبها مجرد الصورة وذلك هو الشهوة) ْ


وعلي هذا الأساس ينبغي ان ندرك ان بعض أعراض الأستحسان او الأعجاب التي تتولد من الوهلة الأولي نحو شخص ما ربما تكون خادعة .. وهنا يحدث نوع من الانفصال النفسي فيصير ما تراه العين لا يتوافق مع ما يشعر به القلب فيغالط البعض نفسه في الزعم مثلا بحب اثنين .. وقد يكون احدهما او كلاهما مجرد حالة من الإعجاب أو الإنبهار .. ويتسأل ابن حزم في النهاية ( إذا كانت نفس المحب أحيانا تصرفه عن دينه ودنياه فكيف لها بالأنشغال بحب ثان ؟) ْ


......

وللحديث بقية مادام في العمر بقية
....

2009-01-04

طوق الحمامة (الحلقة الأولي)

......
علامات الحب
............
في البداية وقبل الدخول إلي تفاصيل الكتاب سأحدد النقاط التي سأناقشها في هذا المقال وهي باختصار تتعلق بما يسمي بعلامات الحب أو بمعني أخر إجابة علي سؤال بسيط يقول : كيف تكتشف في نفسك أنك تحب شخصا ما؟
يقول ابن حزم في كتابه ( للحب علامات اولها إدمان النظر .. فتري الناظر لا يطرف يتنقل بتنقل المحبوب وينزوي بانزواءه والإسراع بالسير نحو المكان الذي يكون فيه والتعمد للقعود بقربه والدنو منه وإطراح الأشغال الموجبه للزوال عنه والأستهانة بكل خطب جليل داع إلي مفارقته) ْ
وهنا يؤكد ابن حزم علي حقيقه هامة وهي أن الحواس هي مستقبلات روحية قبل أن تكون مستقبلات مادية فمثلا قد تعجب بلوحة فنية حين تنظر إليها لأنك تري فيها أشياء روحية غير محسوسة قبل ان تري بعينيك البرواز والمنظر الذي بداخلها والألوان .. وحيث ان البصر هو الملك المتوج علي الحواس من وجهة نظر ابن حزم لذلك يكون هو أكثرها تعطشا لأستقبال صورة المحبوب
ثم ينتقل ابن حزم إلي نقطة أخري من علامات الحب قائلا (ثم يشرع المرء في ان يجود ببذل كل ما يقدر عليه مما كان ممتنعا عنه قبل ذلك ليبدي محاسنه ويرغب في نفسه فإن كان بخيل جاد أو جبان تشجع أو غليظ القلب تطرب أو جاهل تأدب) ْ
وهنا يحدث خلط بين أمرين مختلفين فمحاولة إبداء أفضل ما لدينا لا تكون من باب التصنع أو إدعاء أشياء ليست بداخلنا كنوع من الخداع للمحبوب .. ولكنها تكون فقط محاولة لإستخراج مكنونات أنفسنا التي ربما لم نبحث عنها بداخلنا .. وحتي وإن لم تكن هذة الطباع مغروسة بنا فربما يمنحنا الحب الطاقة القادرة علي التغيير حتي نكتسب تلك الصفات التي تكملنا وهو ما يؤكد مقولة ان الحب يصنع المعجزات فهو قادر علي تغيير أشخاص وطباع للنقيض
وهذه المحاولة للتغيير لا تقتصر فقط علي الطباع بل ربما تمتد إلي الآراء .. فتري المحب يحاول بشتي الطرق البحث عن مواطن الألتقاء في الآراء والنقاش والأبتعاد عن بؤر الأختلاف او الجدال .. بل ربما أحيانا يعيد وجهة نظرة في أشياء لم يكن يحبها من قبل إذا كان المحبوب متعلق بهذة الأشياء فيصير وكأنه يراها بعين محبوبه
وينتقل لنقطة أخري قائلا ( ومن علاماته أيضا ان تجد المحب يستدعي سماع اسم من يحب ويستلذ الكلام في اخباره ويجعلها هجيراه ولا يرتاح لشيئ ارتياحه لها ولا ينهه عن ذلك تخوف ان يفطن السامع ويفهم الحاضر) ْ
ورغم أن هذة احدي علامات الحب إلا أن النقيض منها ربما يكون أيضا إحدي علاماته .. فتري المحب يستفيض في المراوغة وإبراز اللامبالاة و عدم الإكتراث سواء أمام الناس أو أمام المحبوب نفسه وربما يرجع تفسير ذلك للخجل أو القلق من رد فعل الطرف الأخر فيؤثر الصمت وإبراز العكس .. واجتماع النقيضين هنا يرجع فقط لفروق فردية بين الأشخاص في طريقة حبهم وطبيعة شخصيتهم
ثم يختم ابن حزم هذا الفصل ببعض العلامات الاخري مثل الإضطراب الذي يبدو علي المحب عند رؤية محبوبه او عند سماع اسمه فجأة .. وأيضا الميل إلي الوحدة والإنفراد .. وحتي في اجتماعه مع الأصدقاء يكون مطرق البال بالتفكير في أمر محبوبه .. وأخيرا الإنعزال عن الشهوات مثل مجافاة النوم حيث يؤكد ابن حزم ان السهر هو صديق دائم للمحبين وكم غني الشعراء لليل والقمر ..وقد يزداد الأمر عن الحد حتي يصل الي الزهد في الطعام ونحول الجسد وهنا يري ابن حزم ان الحب في هذة المرحلة قد أخذ منعرج خطير وتمكن من صاحبه بدرجه كبيرة
....
وفي النهاية الموضوع مطروح لمناقشاتكم وإبداء الآراء
وإلي اللقاء في حلقة قادمة

2009-01-03

إعلان هام

أصدقاء مدونتي الأعزاء أردت فقط أن أخبركم أن الفترة القادمة ستشهد استراحة قصيرة من الشعر وسأقوم بإضافة فرع أدبي جديد للمدونة وهو المقالات .. ولكنها ستكون استمرار لنفس الخط والتوجه للمدونة الذي يميل دوما نحو الحب والرومانسية و العواطف الانسانية عن سائر الموضوعات
في الحقيقة ما دفعني لكتابة بعض المقالات هو أنني كنت أعكف في الأيام الماضية علي قراءة كتاب هام جدا وهو (طوق الحمامة) لابن حزم .. وقد راودتني فكرة في عمل دراسة بسيطة لمضمون الكتاب في شكل مقالات في محاولة لتبسيط المعني خاصة ان لغته قد تبدو صعبه نوعا ما بحكم ان الكتاب تم تأليفه في العصر الأندلسي أي نحو اكثر من ألف عام

ولمن لا يعلم فإن كتاب طوق الحمامة وصف بأنه أدق ما كتب العرب في دراسة الحب و مظاهره و أسبابه. ترجم الكتاب إلى العديد من اللغات العالمية .. ويتناول الكتاب بالبحث والدراسة عاطفة الحب الإنسانية على قاعدة تعتمد على شيء من التحليل النفسي من خلال الملاحظة والتجربة. فيعالج ابن حزم في أسلوب قصصي هذه العاطفة من منظور إنساني تحليلي. والكتاب يُعد عملاً فريدًا في بابه

وإن شاء الله أسعي أن أتيح المجال للمناقشة لكل من يرغب في التعليق والمشاركة برأيه لخلق حالة من الحوار وتبادل الآراء .. وأتمني أن تنال الفكرة أعجابكم
.....


.......