وقفتُ خلفَ قُضّبانِ اللُغـَة
تحجُبُني عنكِ بعضُ كَلِماتِ
...
فأيُ بلاغةٍ توفيكِ حقـَكِ ؟
و جمالُكِ فاقَ كُلَّ البلاغاتِ
...
فلا تُضاهي الكِناياتُ شوقـي
ولا وجدي يُوصفُ باستعاراتِ
...
أما المجازُ فقد جاوزتي قدرَه
فإذا بحُسنِك فوقَ التشبيهاتِ
...
و بوصفك قد هَربتْ مِني القَوافي
و كثرت في الأوزانِ سَقَطاتي
...
وما عادتْ بحورُ الشعرِ كافيةً
فلا مُستفعِـلاً ولا مُستفعِلاتِ
******
وقواعِدُ الصرفِ لن أخضع لها
قد ملئ صدري السأمُ و الضَّجـرُ
...
من وحي عينيك وضعت قواعدي
و رُحتُ من رؤياك أرسم و أبتكِـرُ
...
فأضحي الفؤادُ بِهـواكِ مُبتدءاً
و غدي هواكِ لي وكأنهُ الخَبرُ
******
فإذا أبعَدتنا القيودُ العَقيمة
سأُحطِّمُها لكي أبقي بِقُربِك
...
وإن مَنَعتْ صوتِي أن يصلَكِ
فسأصرُخُ بالفضا إنِي أُحِبُك
...
و لو عارَضتني كُلُّ اللُغاتِ
فلتذهَبْ اللُغةُ وليبقي حُبك
....